فرنسا

عندما يغذي فشل التكامل الاقتصادي الجريمة

2025-03-24 06:03:00

تداعيات الفشل في الاندماج الاقتصادي على زيادة الجريمة

تُعتبر ظاهرة الاندماج الاقتصادي أحد المحاور الأساسية لمناقشة قضية المهاجرين وأثرهم على المجتمعات الأوروبية. فمن المؤكد أن النجاح في الاندماج يمكن أن يُساهم في تقليل معدلات الجريمة، لكن الفشل في هذه العملية يحمل في طياته تداعيات سلبية تتعلق بالجريمة والانحراف.

التحديات الاقتصادية أمام المهاجرين

تُظهر الدراسات أن فرنسا تتميز بتوجهها لاستقبال مهاجرين ينحدرون من خلفيات اقتصادية ضعيفة. إذ يبلغ متوسط الناتج المحلي الإجمالي للفرد في الدول التي يأتي منها المهاجرون إلى فرنسا حوالي 21,827 دولار، وهو من بين أدنى المعدلات في أوروبا. ينعكس هذا المستوى الاقتصادي المتدني بشكل مباشر على فرص العمل المتاحة لهم، حيث تشير التقارير إلى أن حوالي 61% فقط من المهاجرين في فرنسا يتمتعون بوظائف، مما يُعد من بين أسوأ النسب في القارة الأوروبية.

ارتباط الفقر بمعدلات الجريمة

تُشير البيانات إلى أن عدم الاندماج الاقتصادي يُعزز من فرص الانزلاق نحو الجريمة. فحينما يواجه الأفراد صعوبة في الحصول على فرص عمل وتأمين مصادر دخل مستقرة، تزداد احتمالات انخراطهم في أنشطة غير قانونية. وعليه، يصبح الفقر والبطالة بمثابة بيئة مثالية لانتشار الجريمة، مما يضعف من الاستقرار الاجتماعي.

إحصاءات مُقلقة من الدول الأوروبية

من الملاحظ أن العديد من الدول الأوروبية تتبع نهجاً نظامياً لجمع البيانات المتعلقة بالجريمة بين المجتمعات المهاجرة. ففي الدول الإسكندنافية، أظهرت الأرقام أن أبناء المهاجرين يواجهون معدلات أعلى من الانغماس في نشاطات إجرامية مقارنة بالجيل الأول من المهاجرين. على سبيل المثال، في النرويج، كان معدل الاتهام بالجرائم للعائدين من أصول مهاجرة يتفاوت بشكل كبير بين الجيلين، حيث وصل إلى 123 من بين ألف، في حين كان المعدل للجيل الأول 99.

  من أي دول يأتي المهاجرون؟

جريمة الجيل الثاني: خطر يُشدد من الحال

يتضح من الإحصاءات في الدنمارك أن أي محاولة لعدم احتساب أبناء المهاجرين كجزء من مشكلة الجريمة تعكس قصوراً في فهم الظاهرة. يلوح في الأفق اتجاه مثير للقلق حيث يُسجل أبناء المهاجرين معدلات أعلى في الإدانة مقارنة بآبائهم. هذا يُبرز الحاجة إلى العمل على تغيير طرق الدمج والدمج الاجتماعي لفئات المهاجرين وعائلاتهم.

الحاجة إلى استراتيجيات فعالة للاندماج

يستدعي الوضع الراهن في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية تبني استراتيجيات فعالة وضمان إدماج المهاجرين وتحسين ظروفهم المعيشية. إن معالجة مشاكل الاقتصاد والمعيشة للمهاجرين تسهم في بناء مجتمعات أكثر أماناً وتخفف من حدة الجريمة. وقد يتطلب ذلك تضافر جهود الحكومات والهيئات غير الحكومية مع المجتمع المدني لتطوير برامج تعليمية وتدريبية تسهم في تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمهاجرين.