فرنسا

« في الولايات المتحدة تحت حكم ترامب كما في فرنسا، أصبحت الهجرة تجسيدًا قويًا للتعبير عن المشاكل الاجتماعية ورفض النخب »

2024-11-09 03:00:00

تراجع القيم الإنسانية في الخطاب السياسي

من الواضح أن القضايا المتعلقة بالهجرة باتت تُستخدم كأداة لاستمالة الناخبين واستغلال مشاعر القلق الاجتماعي. في الولايات المتحدة، قام دونالد ترامب بطرح أفكار جدلية خلال حواراته السياسية، مثل الصفات السلبية المزعومة للمهاجرين الهايتيين. بل أشار إلى أنهم يقومون بأفعال غير إنسانية مثل "تناول الكلاب والقطط". هذا النوع من الخطاب يعكس استخدام مسألة الهجرة كوسيلة للتأكيد على التخوفات الاجتماعية وزيادة التوترات ضد المهاجرين.

استغلال مشاعر القلق الاجتماعي في فرنسا

في السياق الفرنسي، الحال مشابه. يُظهر السياسيون مثل جوردان بارديلا كيف يمكن استخدام الهجرة لتوجيه انتقادات للأجانب وتعزيز مشاعر القوميات الضيقة. تبرز التصريحات التي تشير إلى أن المهاجرين يحضرون إلى البلاد "لتجميل آذانهم على حساب الدولة"، وكأن الحوار المتعلق بالهجرة يختزل إلى قضايا سطحية. يُعتبر هذا النوع من التخاطب دليلاً على فقدان النقاش العام للجوانب الإنسانية والاجتماعية العميقة.

الهجرة كوسيلة للتعبير عن الإحباط الاجتماعي

تظهر سياسات الهجرة كمنصة للعديد من الرسائل التي تتعامل مع القلق الاجتماعي والهوية. يستخدم السياسيون هذه المسألة كوسيلة لتوجيه النقد إلى النخبة واعتبارها سببًا في المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. إن هؤلاء المسؤولين يخلقون عدوًا مشتركًا يتمثل بالمهاجرين، مما يسمح لهم بتعزيز شعبيتهم على حساب القيم الإنسانية. وهذا النقاش غالبًا ما يتم إغفاله من خلال تجنب الحديث عن الحقائق المرتبطة بحياة المهاجرين، الذين يواجهون تحديات هائلة.

المهاجرون كضحايا للخطاب السياسي

الحقيقة أن المهاجرين غالبًا ما يكونون ضحايا للخطاب السياسي، حيث يتم تصويرهم بصورة نمطية تجعلهم كبش فداء لاحتجاجات اجتماعية. يصعب تصديق أن الأشخاص الذين يغامرون بحياتهم لعبور البحار أو مواجهة المخاطر القاسية، يفعلون ذلك لأسباب غير جدية مثل تحسين مظهرهم. إن عددًا قليلًا منهؤلاء الذين يستهدفهم الخطاب الإعلامي يختارون المجيء إلى دول مثل فرنسا بحثًا عن الرعاية الطبية، بينما يتجاهل النقاش الجوانب الأكثر تعقيدًا لمغادرتهم أوطانهم.

  القواعد الجديدة لتجديد بطاقة الإقامة

دور الإعلام في تشكيل الرأي العام

تُعد وسائل الإعلام جزءًا رئيسيًا من تشكيل Narrative القضايا المتعلقة بالهجرة. فبرامج معينة، مثل تلك المقدمة من وسائل الإعلام المرتبطة بالسياسيين، تتفانى في نشر المعلومات المضللة دون النظر في الواقع المعقد للهجرة. إن البث المستمر للقضايا السلبية حول المهاجرين قد يسهم في تشكيل صورة ذهنية مشوهة، مما يؤدي إلى تفاقم الاستقطاب المجتمعي.

التحديات المستقبلية

في مواجهة هذا المناخ من الاستقطاب والتلاعب، يصبح من المهم أن تدرك المجتمعات التنوع والغنى الذي يجلبه المهاجرون. لابد من إعادة توجيه النقاش نحو الحقائق ولمسات الإنسانية، مع التركيز على تجارب الأفراد ومعاناتهم بدلاً من تصفيتهم إلى قوالب نمطية تستخدم لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأمد.