2025-01-27 03:00:00
التطورات فيما يتعلق بقانون اللجوء والهجرة بعد عام
في 26 يناير 2024، تم اعتماد قانون اللجوء والهجرة المعروف بقانون “دارمانين”، والذي يحمل اسم وزير الداخلية في تلك الفترة. جاء هذا الاعتماد بعد فترة معقدة شهدت رفضاً ومراقبة جزئية من المجلس الدستوري. رغم الانتقادات والمخاوف، تمثل النسخة النهائية للقانون تراجعاً كبيراً في حقوق الأفراد الأجانب، وهو يتعارض مع الالتزامات الدولية لفرنسا. بعد مرور عام، لا يزال المناخ السياسي والاجتماعي محيطاً بمسألة الهجرة متشدداً كما هو.
سياق التشريع: التبني في ظل الأزمات
عملية اعتماد قانون اللجوء والهجرة في يناير 2024 كانت مثقلة بالتوتر والمواجهات، حيث شاركت منظمات المجتمع المدني بكثافة في الاحتجاج على هذا القانون. على الرغم من إقرار بعض التحفظات من قبل المجلس الدستوري، إلا أن نسخة القانون التي أُعلنت لم تزل تثير قلق الكثيرين.
- تسهيل إجراءات الإبعاد: بما في ذلك الأشخاص الذين تم اعتبارهم “محميين”، مثل الذين وصلوا إلى فرنسا قبل سن 13 عاماً.
- تشديد شروط الحصول على وتجديد تصاريح الإقامة: استنادًا إلى متطلبات مالية أكبر أو زيادة في معايير إجادة اللغة.
- تضييق الوصول إلى إجراءات اللجوء: مع وضع قواعد أكثر صرامة للوصول إلى المأوى وعمليات فحص الطلبات من قبل قاضٍ منفرد بدلاً من ثلاثة قضاة.
بالرغم من كون قانون 2024 هو الثاني والتسعين في تاريخ التشريعات المتعلقة باللجوء والهجرة منذ عام 1980، فقد أُعلن عن استعداد الحكومة لإصدار قانون جديد حول الهجرة في أكتوبر 2024، مما يدل على استمرار العجز في معالجة قضايا الهجرة بشكل عادل.
الوضع السياسي بعد عام: تصاعد الحدة
خلال الوقت الذي تم فيه تبني قانون دارمانين، انتقدت عدة منظمات، مثل CCFD-Terre Solidaire، الحكومة بأنها استندت إلى دعم الأحزاب المتطرفة لتسريع إجراءات التشريع. تشدد هذه القانونيات على تحويلها إلى انتصار للأفكار المتطرّفة.
على مدى العام الماضي، شهد النقاش بشأن الهجرة تصاعدًا في حدة الخطاب السياسي. ساهم برونو ريتاليه، الذي ترأس كتلة الشيوخ الجمهوريين، في تشديد النص القانوني، ثم تولى منصب وزير الداخلية في الخريف.
بعد تعيينه، ركز على قضايا الهجرة، مقترحاً تقليص المساعدة الطبية الحكومية على الرغم من المعارضة الواسعة من المجتمع الطبي. كما أعلن عن رغبته في زيادة فترات الاحتجاز للمهاجرين غير الشرعيين.
مؤخراً، صدرت تعليمة من وزير الداخلية تطلب من المحافظين تشديد شروط تنظيم الإقامة القانونية للأجانب، مما يؤدي إلى تقليص عمليات التنظيم التي كانت ممكنة بموجب التوجيهات السابقة.
أثر القوانين الحالية: نظرة على النتائج
بعد مرور عام على اعتماد قانون اللجوء والهجرة، لا يزال الوضع مضطرباً وصعب التقييم. هناك نقص في بعض المراسيم اللازمة لتطبيق الإجراءات، وقد تم إصدار بعض القوانين في اللحظات الأخيرة ما قبل استقالة الحكومة السابقة.
الأحكام التي اتخذت بشأن الترحيل ورفض تصاريح الإقامة أصبحت تتزايد، حيث يتم استنادها إلى معايير غامضة تتعلق بـ”تهديد النظام العام”. وقد أدى ذلك إلى زيادة في رفض إقامة الأشخاص المرتبطين بشكل وثيق بفرنسا أو القادمين من مناطق النزاع، مما ينذر بالقرارات التعسفية.
تمت مراقبة هذه الممارسات من قبل الحكومة من خلال توجيهات ولوائح تنظيمية حديثة، بينما لم يبدي المسؤولون نفس الحماس تجاه الأحكام التي من المفترض أن تدعم حقوق المهاجرين.
في الواقع، لم تُظهر الخيارات الممنوحة لتسوية الوضع عبر العمل آثرًا يذكر حتى الآن، مما يعكس آثاراً سلبية متزايدة للشريعة المعتمدة، كما سبق أن رفضها الناشطون عندما كانت تحت الدراسة.
التحليلات تُظهر أن التدابير الجنائية تتصدر المشهد، بينما يبقى غياب السياسات الداعمة للتكامل واضحا، مما يثير الفشل الذريع لهذه القوانين حسبما ذكر ناشطون اجتماعيون.