2022-07-20 03:00:00
زيادة عدد المهاجرين من غير الاتحاد الأوروبي في 2021
سجلت هولندا في عام 2021 عودة كبيرة لوتيرة الهجرة، حيث بلغ عدد المهاجرين الذين لم يكونوا يحملون الجنسية الهولندية نحو 208.000 مهاجر، مما يعني زيادة قدرها 37.000 مهاجر مقارنة بالعام السابق، 2020، حيث كانت هناك قيود على السفر بسبب جائحة كورونا. بينما شهد عدد المهاجرين الحاصلين على الجنسية الهولندية انخفاضًا طفيفًا.
تصنيف المهاجرين: اللجوء والمهارات
ساهمت الزيادة في أعداد المهاجرين بشكل رئيسي في قسمين: المهاجرين الباحثين عن اللجوء، والمهاجرين الحاصلين على مهارات عالية. بالنسبة للمتقدمين للجوء، ارتفع عددهم بمعدل 75%، ويرجع ذلك أساسًا إلى الأوضاع المضطربة في البلدان مثل سوريا وأفغانستان، التي دفعت الكثيرين لمحاولة إيجاد ملاذ آمن في هولندا.
أما بالنسبة للمهاجرين المختصين، فقد زادت نسبتهم بمعدل 60%، وكانت الهند من أكبر الدول المصدرة لهؤلاء المهاجرين. تليها الصين وتركيا كأهم الدول التي تساهم في زيادة عدد المهنيين الذين يستقرون في هولندا. بينما زاد عدد المهاجرين لأغراض العمل بنسبة 50%، وارتفع عدد القادمين للدراسة بنسبة 45%.
دوافع الهجرة للمواطنين من الاتحاد الأوروبي
بينما شهدت هولندا زيادة طفيفة في المهاجرين من منطقة الاتحاد الأوروبي ومنطقة التجارة الحرة الأوروبية (EFTA) في 2021، وبلغ عددهم نحو 8.000 شخص، إلا أن الأرقام لا تزال أدنى من مستويات ما قبل جائحة كورونا. يُعتبر البحث عن العمل السبب الأكثر شيوعًا للهجرة بالنسبة لهذه الشريحة، تليها الهجرة لأسباب عائلية. يعود ذلك جزئيًا لحرية تنقل العمال والمواطنين ضمن الاتحاد الأوروبي، مما يسهل حركة المهاجرين.
الفرق في فترات الإقامة بين المهاجرين
تظهر البيانات أن معدل مغادرة المهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي وEFTA أعلى من نظرائهم من خارج هذه الدول، حيث تصل نسبة الذين يغادرون هولندا بعد فترة قصيرة إلى 15%-20% أكثر. بعد عشر سنوات من استقرارهم، يغادر نحو 50% من المهاجرين من دول خارج الاتحاد الأوروبي، بينما تبلغ النسبة للمهاجرين من الدول الأوروبية حوالي 75%. تعود هذه القيم إلى طبيعة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية التي يمارسها المهاجرون، حيث يقيم المهاجرون للعمل والدراسة لفترات أقصر مقارنة بالمهاجرين لأسباب أسرية أو الذين يبحثون عن اللجوء.
تأثير الأحداث العالمية على الهجرة
تأثرت الهجرة في هولندا بشدة بالأحداث العالمية، حيث أثرت الغزوات العسكرية والنزاعات على تدفقات المهاجرين. على سبيل المثال، أدت الغزوات الروسية على أوكرانيا إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد اللاجئين. في الأشهر الأولى من 2022، تم تسجيل دخول نحو 67.000 لاجئ أوكراني، الأمر الذي يمثل جزءًا كبيرًا من إجمالي الوافدين في تلك الفترة.
آلية استقبال المهاجرين والبرامج المتوفرة
تقدم هولندا برامج متعددة لتعزيز استقطاب المهاجرين المهرة، والتي تشمل برامج خاصة بالباحثين والمختصين. تساهم هذه الأنظمة في توضيح دوافع الهجرة والتخصصات المطلوبة اقتصاديًا، مما يعكس الحاجة المستمرة للاقتصاد الهولندي إلى المهارات العالية.
تتجلى الصورة العامة للهجرة في هولندا كقطاع حيوي وضروري يشكل جزءًا متزايدًا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للدولة. إذ تتعاظم أهمية الجهات الحكومية وغير الحكومية في تسهيل عملية الاندماج وتحقيق التوازن بين ضرورة استقطاب العمالة المهرة والأمان الاجتماعي للمواطنين.