2021-03-12 03:00:00
دوافع الهجرة إلى هولندا
تشير الحقائق إلى أن المهاجرين لا يتجهون إلى هولندا بحثًا عن المساعدات الاجتماعية أو استغلال نظام الرعاية الاجتماعية، بل يسعون بشكل أساسي للبحث عن فرص العمل أو للعيش مع أسرهم. وفيما يتعلق بطالبي اللجوء، فإن الحصول على حماية يمثل أحد العوامل الأساسية في قرار هجرتهم. ولعل جاذبية العمل والأسرة ووجود شبكات اجتماعية في هولندا تلعب دورًا بالغ الأهمية في اختيارهم.
أسطورة الحوافز الاجتماعية
يجب الإشارة إلى أن الاعتقاد بأن المهاجرين يهاجرون إلى دول توفر أنظمة رعاية اجتماعية متطورة يعد أمرًا زائفًا. قلة من الأدلة تدعم فكرة "سياحة المساعدات" أو تأثير أنظمة الرعاية الاجتماعية على تدفق المهاجرين. في الحقيقة، يفضل الكثير منهم الذهاب إلى دول مثل إسبانيا والمملكة المتحدة، التي تتمتع بنظام رعاية اجتماعية أقل تطورًا مقارنة بالدول الإسكندنافية. كثير من المهاجرين، خاصة الشباب منهم، لا يمتلكون معلومات دقيقة عن النظام الاجتماعي في هولندا، وغالبًا ما يتعرفون عليه في مراحل لاحقة من حياتهم.
شروط الحصول على المساعدات الاجتماعية
لا يمكن للمهاجرين الذين يأتون فقط للبحث عن مساعدات اقتصادية تقديم طلبات للحصول على المساعدات الاجتماعية بمجرد دخولهم هولندا. لا يُسمح لطالبي اللجوء بطلب مساعدات كما يحصلون على قروض للعيش. المهاجرون من دول الاتحاد الأوروبي قد يفقدون حقهم في الإقامة إذا تقدموا بطلب للحصول على مساعدات اجتماعية، ولا يمكنهم أيضًا المطالبة بمساعدات البطالة (WW) إلا بعد العمل لفترة معينة في البلاد.
الوضع الحالي للمهاجرين من أوروبا الشرقية
النسبة المئوية للعمال المهاجرين من أوروبا الشرقية الذين يتلقون مساعدات اجتماعية في هولندا تعد منخفضة نسبيًا، حيث تبلغ 1.8 بالمائة، وهذا مقارنةً بـ 2.3 بالمائة من المواطنين الهولنديين. ومع ذلك، قد يعتمد هؤلاء العمال أحيانًا على مساعدات البطالة بسبب ظروف عملهم غير المستقرة، حيث يعملون غالبًا في قطاعات ضعيفة وعرضة للتقلب.
الاحتياجات المحددة للمهاجرين ذوي التعليم العالي
بالنسبة للمهاجرين ذوي التعليم العالي، تلعب بعض الخدمات الاجتماعية أهمية أكبر عند اختيار وجهتهم. يحتاج هؤلاء عادة إلى ضمان صحة جيدة ورعاية الأطفال وتعليم مناسب. وفي هذا السياق، قد يجدون أن الدول الاسكندنافية توفر خدمات أكثر تطورًا وبأسعار مناسبة أكثر من هولندا.
مقارنة الرعاية الاجتماعية في الماضي والحاضر
حتى في العقود السابقة، لم يكن المهاجرون يتوجهون إلى هولندا للاستفادة من نظام الرعاية الاجتماعية. ففي نهايات الستينيات، تم جلب العمال غير المهرة ولكن كان الوضع الاقتصادي في القطاع الذي عملوا فيه قد انهار بعد ذلك بفترة قصيرة. على الرغم من أن نظام الرعاية الاجتماعية كان أكثر سخاءً في تلك الفترة، إلا أن هذا النظام قد أصبح أقل قدرة على تقديم المساعدات مقارنةً بالمتطلبات الحالية.
أهمية نظام الرعاية النشط
يتضح أن المهاجرين لا يأتون إلى هولندا من أجل الاستفادة من نظام الرعاية الاجتماعية. إذا حدث أن استفادوا من هذا النظام، فمن الضروري لهم أن يتحركوا نحو الاستقلالية وعدم الاعتماد عليه بشكل دائم. هذا الاعتماد قد يهدد استدامة النظام المالي للرعاية الاجتماعية ويقلل من الشعور بالمسؤولية المشتركة. لذلك، من الأهمية بمكان أن يُعطى المهاجرون الأعداد الملائمة من الفرص للدخول في سوق العمل والإسهام في المجتمع.
