2025-04-07 11:01:00
التوجهات الانتخابية وتأثيرها على التعليم العالي
تواجه الحكومة الأسترالية الحالية انتقادات حادة بسبب سياسة تقليص عدد الطلاب الدوليين، التي يصفها العديد بأنها استغلال لورقة الاندفاع المعادي للهجرة، على غرار ما قام به دونالد ترامب. وفي إطار هذه السياسة، أعلن بيتر دوتون عن خطط لتقليل عدد الطلاب الدوليين إلى 240,000 طالب سنويًا، مما يتطلب تخفيضًا يزيد عن 80,000 طالب مقارنةً بمستويات 2023.
تفاصيل السياسة المقترحة لتقليص الطلاب الدوليين
تتضمن السياسة الجديدة تحديد حد أقصى لعدد الوافدين الجدد في الجامعات العامة، بحيث لا يتجاوز 115,000 فصل دراسي. في المقابل، سيسمح بتسجيل 125,000 طالب في قطاع التدريب المهني الخاص والجامعات الخاصة. هذا التوجه يثير القلق في وسط الجامعات العامة، مثل جامعة سيدني وجامعة ملبورن، التي ترى في ذلك تهديدًا لأمنيتها المالية ونموها الأكاديمي.
القوانين الجديدة وتأثيرها على الجامعات العامة
يتضمن الاقتراح أيضًا وضع قيود صارمة على النسبة المئوية للطلاب الأجانب في الجامعات العامة لتصل إلى 25%. العديد من الخبراء يرون أن هذه القيود ستؤثر بشكل سلبي بشكل خاص على المؤسسات التعليمية في المناطق الحضرية. بالإضافة إلى ذلك، قررت الحكومة زيادة رسوم طلب التأشيرات بشكل ملحوظ، مما يزيد عبء التكلفة على الطلاب الدوليين، ولا سيما في الجامعات الممتازة مثل "مجموعة الثماني".
الآثار الاقتصادية لتقليص الطلاب الدوليين
يشير مختصو التعليم إلى أن سياسة تقليص عدد الطلاب الدوليين قد تؤدي إلى تراجع كبير في الاقتصاد الأسترالي، حيث قد يتجاوز تأثير ذلك 5 مليار دولار، بما في ذلك خسائر تقدر بـ1.2 مليار دولار في الجامعات الرائدة. يمثل التعليم الدولي أحد أهم مصادر الدخل لأستراليا، وقد يتسبب أي تقليص في هذا المجال في تأثيرات سلبية على مختلف القطاعات.
الجدل حول تأثير الطلاب الدوليين على سوق الإيجارات
تجري مناقشات واسعة حول تأثير الطلاب الدوليين على سوق الإيجارات. دوتون أشار إلى أن عددًا كبيرًا من الطلاب يؤثر على القدرة على إيجاد سكن مناسب، لكن العديد من الخبراء يجدون أن هذه الادعاءات غير مسندة بالأدلة الكافية. تساءل الكثيرون عن الدوافع السياسية خلف هذا التوجه، وخاصةً في إطار الانتخابات.
انتقادات من القادة في التعليم العالي
أبدى قائد "مجموعة الثمانية"، فيكي طومسون، استياءً من تصرفات الحكومة، ووصفت سياسة زيادة الرسوم بأنها غير عقلانية وأنها تستهدف تدمير مستقبل الجامعات الرائدة في أستراليا. ومن جانبها، اتهمت جمعية التعليم الدولي الأسترالية دوتون باستغلال التوترات حول الهجرة لأغراض انتخابية، محذرة من أن هذا التوجه يعكس سياسة انعزالية غير مدروسة.
التحديات التي تواجه قطاع التعليم المهني الخاص
تزامنت هذه التوجهات مع الشواغل المستمرة حول سمعة قطاع التعليم المهني الخاص. تقارير سابقة أشارت إلى مشكلات تتعلق بمعايير جودة التعليم، حيث عُقدت جلسات استماع برلمانية مطالبة بتحركات عاجلة للتصدي للممارسات غير القانونية في هذا القطاع. يُعتبر هذا القطاع هو الأكثر قدرة على استيعاب الطلاب الأجانب في الوقت الحالي، لكن العديد يرون أن التركيز عليه يأتي على حساب الجامعات العامة ذات السمعة الطيبة.
الرؤية المستقبلية لقطاع التعليم العالي
حذر العديد من القادة الأكاديميين من المخاطر الكبيرة التي قد تواجهها أستراليا كوجهة تعليمية مفضلة على الصعيد العالمي. مع تزايد الضغوط الاقتصادية والخيارات المحدودة المطروحة، قد يتجه الطلاب الدوليون إلى بلدان أخرى تُقدم فرصًا أفضل، مما سيؤثر سلبًا على سمعة التعليم الأسترالي.