2025-04-06 22:16:00
الحكم على صاحبة العمل بتهمتي الفساد واستغلال العمال
أصدرت محكمة أوكلاند حكماً بسجن صاحبة عمل لمدة أربع سنوات بعد إدانتها بتهم استغلال العمال والفساد، حيث كانت قد استخدمت أساليب غير قانونية لتوظيف عمال مهاجرين من ساموا. قضاة المحكمة أشاروا إلى الأضرار النفسية التي عانى منها العمال نتيجة الظروف التي وضعتهم فيها، حيث أنهم يعيشون في حالة من القلق والخوف من تأثير سجلهم في العمل غير القانوني على مستقبل تأشيراتهم.
خلفية القضية
بدأت التحقيقات في عام 2021 بعدما تلقت دائرة الهجرة في نيوزيلندا شكاوى بشأن ممارسات التوظيف الخاصة بصاحبة العمل. خلال فترة تمتد لسبع سنوات، كانت تصطحب عمالاً من ساموا وتمنحهم تأشيرات زيارة لم تكن صالحة للعمل. المحكمة أكدت أنها كانت تدير جميع الأوراق الخاصة بالتأشيرات، وتدفع الرسوم المتعلقة بها، وحتى تذاكر الطيران، مستخدمة عائلتها وأصدقائها للرعاية.
إساءة معاملة العمال
عندما وصل العمال إلى نيوزيلندا، تم إخبارهم بأن راتبهم سيكون 100 دولار في اليوم، بينما كانت تتقاضى منهما الشركة رسومًا تتراوح بين 17 و25 دولارًا في الساعة. وبالرغم من عدم تجاوزها حد الأجور الدنيا بشكل مؤثر، إلا أن القضاة أشاروا إلى أن عدم دفع الأجر عن أيام الإجازة والأعياد كان أساسًا للتهم الموجهة ضدها، حيث أحصت السلطات أن المبالغ المستحقة لمجموع العمال تجاوزت 17,000 دولار، لكن الموقوفة لم تكن قادرة على دفع سوى 4000 دولار في المحكمة.
الفساد والرشاة
المحكمة استمعت إلى شهادات تتعلق بكيفية قيام المتهمة بدفع رشى لموظفي الهجرة في ساموا لضمان استصدار التأشيرات، حيث اذكرت إحدى الشهادات أنها كانت تدفع مبالغ تتراوح بين 500 دولار وأكثر في بعض الأحيان، أحيانًا كانت تضع النقود داخل الأوراق المقدمة للمسؤولين. لم يكن معروفاً مقدار المبالغ التي تم دفعها على مدى السنوات لكن القضاة اعتبروا أن هذه المدفوعات كانت قيمة جداً في سياق الاقتصاد المحلي في ساموا.
النية الحسنة ونتائجها السيئة
على الرغم من أن محامي الدفاع حاول تبرير أفعال موكلتها بدوافع من الرغبة في مساعدة مجتمعها، إلا أن النيابة العامة حجت بأن هناك مصلحة تجارية واضحة وراء تلك الأفعال. أشارت إلى أن نوايا المدانة في تقديم المساعدة قد تعارضت مع عواقب أفعالها على العمال المحتاجين.
تأثيرات نفسية على الضحايا
لم يحضر أي من العمال السابقين جلسة المحاكمة، حيث أن ثلاثة منهم يعيشون الآن بشكل قانوني في نيوزيلندا، في حين عاد الآخرون إلى ساموا، لكنهم يأملون في العودة. قضاة المحكمة استمعوا لشهادات الضحايا التي تلخصت في شعورهم بالاستغلال وفقدان الثقة. أحد العمال أعرب عن شعوره بالحياة المعلقة والخوف من الإبعاد، بينما آخر أحس بضرورة خسارة الحلم الذي كان يسعى إليه.
نظرة القضاء على الجريمة
اختلفت الآراء حول نوايا المدانة، لكن المحكمة أكدت على وجود سوء المعاملة المرتبط بالتهم التي اعترفت بها. القضاة اعتبروا أن تصرفاتها تمثل إخلالاً خطيراً بقانون الهجرة، وقد أظهرت Recklessness واضح من جانبها أثناء إدارتها للمسألة بشكل غير قانوني على مدى سنوات طويلة.
الرسالة الموجهة من الحكم
وجهت إدارة الهجرة في نيوزيلندا تحذيراً واضحاً من خلال هذا الحكم، محذرة من أن تقاعس المحاكم أو الفساد لن يُحمل على محمل الجد. تدعو الجهات المعنية المواطنين الذين لديهم معلومات حول الانتهاكات القانونية أو الاستغلال إلى الإبلاغ عنها.
هذا الحكم، الذي يتوج مسارًا طويلًا من التحقيقات، يمثل نقطة تحول قوية في تعزيز حقوق العمال المهاجرين وضمان عدم تكرار مثل هذه الأفعال في المستقبل.