نيوزيلندا

علينا تحسين تخطيط سياسات الهجرة للمستقبل

2024-11-04 03:00:00

التحديات الحالية في نظام الهجرة النيوزيلندي

تواجه نيوزيلندا تحديات معقدة فيما يتعلق بحركة الهجرة، حيث شهدت البلاد دورات من النمو والانكماش في هذا المجال. الفترة الأخيرة أكدت الحاجة الملحة لتخطيط طموح ومستدام، يتماشى مع احتياجات سوق العمل والتوجهات المستقبلية.

مثال واضح: مهنة التمريض

قدمت الجمعية النيوزيلندية للتمريض تقارير تفيد بوجود حاجة ملحّة لزيادة عدد الممرضات والعاملين في الرعاية الصحية بأربعة آلاف شخص. لكن الخواء الوظيفي اليوم للممرضات اللاتي قدمن من الخارج، واللواتي حصلن على تسجيلهن في نيوزيلندا، يعكس أبعاد مشكلة أعمق. إذ لا يستطيع حوالي ربع خريجي التمريض العثور على فرص عمل، وهو ما يعكس انقطاع الوعد الذي قطعته سياسات الهجرة على هؤلاء الأفراد.

الآثار النفسية والاجتماعية للهجرة

تشير التجارب السلبية للعديد من العاملين في مجال التمريض الذين لم يتمكنوا من دمج أنفسهم في سوق العمل إلى احتياج المهاجرين إلى تجربة تضمن لهم مستقبلًا مستقرًا. الأشخاص الذين استثمروا وقتهم ومواردهم في الحصول على الترخيص والمستوى المطلوب، وجدوا أنفسهم مُجبرين على مغادرة البلاد بسبب عدم وجود فرص عمل ملائمة. يعد هذا خسارة كبيرة للمجتمع الذي يعتمد على مواهبهم.

ضرورة البحث القطاعي

تكمن المشكلة في عدم كفاية الأبحاث المتعلقة بالقطاعات الأكثر احتياجًا. فبدلاً من الاعتماد على بيانات فورية، يجب إدراك الحاجة لتحليل متعمق يُساعد في تحديد العدد الدقيق لكل مهنة مطلوب توظيفها على فترات زمنية محددة. إن التعليم، والهندسة، والمهنيين في مجالات الرعاية الصحية يجب أن تُضاف كأولويات تتطلب تخطيطًا منظمًا. مثلاً، يمكن للقطاع التعليمي الاستفادة من إجراءات مبنية على بيانات سكانية، تكون واضحة ودقيقة، لتحديد العدد الكافي من المعلمين المطلوبين في المستقبل.

السياسة الهجرية: التوجه الصحيح

باتت الحاجة ملحة لتغيير السياسات الحالية للهجرة لضمان تلبيتها للاحتياجات الفعلية لنيوزيلندا على المدى الطويل. يجب وضع ضوابط تضمن عدم جذب مهارات زائدة عن الحاجة، مما يؤدي إلى تنافس بين المهاجرين المحليين والخريجين. ينبغي أن تكون هناك آلية لتحديد الفجوات في سوق العمل بشكل مدروس، وعند الضرورة يتم وضع حد زمني لتلك الفجوات.

  نيوزيلندا تعترف بعدم توفر بيانات دقيقة عن الأطفال المتجاوزين للإقامة

مستقبل الهجرة: التحديات والفرص

تحديات مثل انخفاض الهجرة الصافية، وزيادة شريحة السكان المسنين، تتطلب استجابة فعالة من قبل صانعي السياسات. هناك حاجة مُلحّة لوضع سياسات هجرة طويلة الأمد تتجاوب مع الظروف الديموغرافية للبلاد، بدلاً من الاعتماد على تفكير قصير المدى. إن تحسين التخطيط بعيد المدى وعمل بحثي شامل هما من أهم الخطوات الضرورية للتغلب على الفجوات والتحولات المتكررة في سوق العمل النيوزيلندي.