أهم 10 دول تضم أكبر عدد من المهاجرين

تُعتبر الهجرة واحدة من الظواهر الهامة التي تُشكل مجتمعات العديد من الدول. يسعى الأفراد عبر الحدود بحثًا عن فرص أفضل، أو الأمان، أو حياة أعلى جودة. هناك بعض الدول التي تُعد مراكز عالمية لتجذب المهاجرين، حيث تستقطب ملايين الأجانب بفضل ازدهارها الاقتصادي واستقرارها السياسي.

استنادًا إلى أحدث البيانات من الأمم المتحدة، نستعرض أبرز عشرة دول تحتضن أكبر عدد من المهاجرين، مع التركيز على إجمالي عدد المهاجرين ونسبة السكان المغتربين. سنوضح العوامل الفريدة التي تجعل هذه المناطق وجهات مفضلة للمغتربين من أنحاء مختلفة من العالم.

الجدول أدناه يعرض أبرز عشر دول تحتضن أعلى أعداد من المهاجرين، بالإضافة إلى نسبة هؤلاء المهاجرين من إجمالي السكان.

تتميز الولايات المتحدة بتصدرها قائمة الدول التي تضم أكبر عدد من المهاجرين، حيث يزيد عددهم عن ثلاثة أضعاف أي دولة أخرى. تُعتبر الولايات المتحدة جذابة للمغتربين بسبب الفرص الاقتصادية المتنوعة التي تقدمها، إلى جانب أنها تحتضن عددًا كبيرًا من الجامعات ومراكز البحث العلمي الرائدة عالميًا. توفر البلاد أيضًا بيئة سياسية مستقرة بشكل نسبي، مما يجعلها وجهة مفضلة للأشخاص الذين فروا من أزمات في بلدانهم الأصلية.

لدى الولايات المتحدة تاريخ عريق في استقطاب المهاجرين، حيث يساهم وجود مجتمعات مهاجرة راسخة في جذب المزيد من الأشخاص من خلفيات مشابهة. فعليًا، يمكن القول إن كل مواطن أمريكي ينحدر من أصل مهاجر أو هو مهاجر بنفسه، باستثناء من هم من السكان الأصليين. تسهم سياسات الهجرة الأمريكية، مثل تأشيرات لم الشمل، في إعادة لم شمل العائلات وتوسيع المجتمعات المهاجرة.

يأتي المهاجرون إلى الولايات المتحدة من مجموعة واسعة من الدول، مع تغطية أكثر من 200 منطقة في جميع أنحاء العالم. وفقًا لأحدث البيانات، تحتل المكسيك المرتبة الأولى من حيث عدد المهاجرين إلى الولايات المتحدة، حيث يهاجر أكثر من 100,000 مكسيكي سنويًا، وهو عدد يفوق أي دولة أخرى بكثير.

في المرتبة الثانية، تأتي الهند بعدد 46,363 مهاجر، تليها الصين بـ41,483 مهاجر، ثم جمهورية الدومينيكان بـ30,005 مهاجر. منذ عام 2019، كانت المكسيك والصين والهند في صدارة هذه القائمة، بينما تراجعت كوبا إلى المرتبة الخامسة بعد أن كانت من بين الثلاثة الأوائل.

الجدول التالي يعرض أعلى 10 دول من حيث نسبة المهاجرين ضمن إجمالي السكان، جنبًا إلى جنب مع العدد الكلي للمهاجرين المتواجدين.

تظهر العديد من هذه الدول في هذه القائمة نتيجة لصغر حجم سكانها، مما يعني أن حتى التحولات الصغيرة في أنماط الهجرة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة في نسبة السكان المهاجرين.

الفاتيكان، كما هو متوقع، تُعتبر الدولة الوحيدة التي تتميز بوجود 100% من سكانها مولودين في الخارج. تُعد الفاتيكان دولة ذات سيادة ولها قوانينها المدنية الخاصة، ولكنها أيضًا تُعتبر المركز الروحي والإداري للكنيسة الكاثوليكية. لا يمنح الهوية الفاتيكانية بالولادة، ونسجل أن الولادة داخل الفاتيكان تعتبر نادرة، بل يتم منحها للأشخاص الذين يعيشون ويعملون هناك، مما يجعل جميع المواطنين مولودين في الخارج. تفقد أبناء المواطنين الفاتيكانيين هويتهم عندما يصبحون بالغين، ما لم يستوفوا شروط معينة.

تُعد الجنسية في الفاتيكان محكومة بشكل صارم، حيث يمتلك عدد قليل جدا من الأشخاص هوية فاتيكانية، وأقل منهم يحملون جواز سفر فاتيكي رسمي. يعيش معظم المواطنين الفاتيكانيين خارج أسوار المدينة، حيث يعملون في السلك الدبلوماسي حول العالم.

تُعتبر الإمارات الدولة الوحيدة التي تظهر في كلتا القائمتين، حيث تتميز بأعداد كبيرة من المهاجرين، ونسبة عالية منهم. أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع أعداد المهاجرين في الإمارات يعود إلى التنمية والنمو الاقتصادي السريع.

منذ الستينيات، شهدت الإمارات نموًا سريعًا مما أدى إلى حدوث حاجة كبيرة لزيادة القوى العاملة، شاملةً ذلك للعمالة المُاهرة وغير المُاهرة. نظرًا لانخفاض عدد السكان، تم ملء هذه الوظائف بشكل رئيسي بواسطة المهاجرين.

علاوة على ذلك، تمتلك الإمارات سياسة إعفاء ضريبي على الدخل، مما يشكل بوابة رئيسية لجذب المهاجرين. يسعى المحترفون من أنحاء العالم إلى البحث عن وظائف ذات رواتب مرتفعة، بالإضافة إلى الرواتب الخالية من الضرائب، ونمط حياة مرتفع الجودة.

يشكل المهاجرون في الإمارات غالبًا من جنوب آسيا، حيث يمثلون 59.4%. يشمل ذلك الهند وبنغلاديش وباكستان. تشكل الجاليات المصرية حوالي 10% من إجمالي عدد المهاجرين، تليها الجاليات الفلبينية. تمثل المجتمعات الغربية حوالي 5% من إجمالي السكان المهاجرين. تتواجد غالبية المهاجرين في الإمارات في دبي أو أبوظبي.