2024-07-25 03:00:00
الإطلاق المرتقب لنظام ويرو للدفع في بلجيكا
تسعى أوروبا لمنافسة عمالقة الدفع الأمريكيين مثل فيزا وماستركارد، ومع إطلاق نظام ويرو للدفع، يبدو أن هذا الهدف بات أقرب من أي وقت مضى. ويرو، الذي يعتبر ثمرة تعاون بين 16 بنكاً ومؤسسة مالية أوروبية، يعِد بتقديم خدمات دفع رقمية متطورة.
مفهوم ويرو: الابتكار في عالم الدفع
يتيح نظام ويرو للمستخدمين إجراء تحويلات مالية بسهولة باستخدام رقم الهاتف فقط، مما يلغي الحاجة لاستخدام رقم الحساب البنكي (IBAN). هذا النظام يُوفر وسيلة جديدة ومبسطة لنقل الأموال، مما يعكف على تسهيل المعاملات بين الأفراد في جميع أنحاء أوروبا. ومن المخطط أن يبدأ تقديم الخدمة بشكل مجاني للعملاء في بلجيكا اعتبارًا من نهاية شهر يوليو.
نشر الخدمات: من ألمانيا إلى بلجيكا
حالياً، يتوفر ويرو لبعض المستخدمين في ألمانيا، ويُتوقع أن يتوسع ليشمل بلجيكا بنهاية يوليو. يعتبر هذا التوسع بمثابة خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون المالي داخل الاتحاد الأوروبي ورفع مستوى كفاءة الخدمات المالية المقدمة للمواطنين.
الاستجابة للاحتياجات المالية الأوروبية
تعتبر أهمية مشروع ويرو كبيرة، إذ يأتي في إطار حاجة ملحّة لجعل الدفعات الرقمية أكثر سهولة وسرعة، خصوصًا في منطقة اليورو التي تتألف من 20 من أصل 27 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي. يحاول النظام الاستجابة لدعوات المفوضية الأوروبية لزيادة الاستقلالية في الخدمات المالية، خاصة وأن 13 من الدول الأعضاء لا تمتلك نظام بطاقات محلي وتعتمد بشكل كبير على الشركات العالمية.
الفوائد المحتملة للنظام الجديد
تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية لويرو في إمكانية إجراء مدفوعات دولية بسهولة وسرعة. وصرح متحدث باسم إحدى البنوك البلجيكية أن هذه النظام سيمكن العملاء من إرسال واستقبال الأموال بسرعة ودون تعقيدات إضافية، مما يجعل الحياة المالية اليومية أكثر يسراً.
التحديات: نحو الشمولية والاحتياجات القانونية
رغم الضجة الإيجابية حول النظام الجديد، يوجد بعض التحديات التي تحتاج إلى معالجة. فقد أكدت بعض المنظمات مثل "BEUC" أن جعل ويرو متاحًا لجميع المستهلكين يتطلب المزيد من العمل. يتعين على النظام توفير بطاقات الدفع وضمان سلامة المستخدمين خلال المعاملات عبر الإنترنت، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه في جميع دول الاتحاد الأوروبي.
المستقبل: ميزات متزايدة في الأفق
بحلول عامي 2025 و2026، يُتوقع أن يضيف ويرو ميزات جديدة مثل إمكانية الدفع عبر الإنترنت باستخدام رموز QR. يسعى المشروع إلى دمج جميع أنواع عمليات الدفع في محفظة واحدة، مما يعزز من فعالية النظام من حيث البساطة والأمان.
التعاون المصرفي ودعم البنوك
تشمل البنوك التي تدخل في شراكة مع مشروع ويرو بنوك كبرى مثل BNP Paribas وING وSociété Générale. هذه الشراكات ستسهم في دمج النظام ضمن التطبيقات المصرفية لمختلف الدول الأوروبية، مما يزيد من فعالية الوصول إلى خدمات الدفع الجديد.
توزع الخدمة: التوسع إلى دول أخرى
ستعقب بلجيكا كل من ألمانيا في استخدام ويرو، حيث يُتوقع أن يتمتع المستخدمون في فرنسا بنفس الخدمة بحلول خريف هذا العام، تليها دول مثل هولندا ولوكسمبورغ في عام 2024.
يمثل ويرو تحولًا ملموسًا في مجال المدفوعات الرقمية في أوروبا، وذلك في سعيها نحو توفير بديل محلي يدمج بين الابتكار والسهولة في الخدمات المالية.
