2025-03-27 12:01:00
التحديات الحالية للنظام التأشيري في المملكة المتحدة
تواجه المملكة المتحدة تحديات كبيرة في نظامها التأشيري، خاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا. وبينما تتنافس الدول الكبرى على استقطاب أفضل المواهب، تواجه المملكة انتقادات متزايدة بشأن قدرتها على جذب الكوادر المتميزة، مما يؤثر على مكانتها العالمية. التحذيرات الأخيرة من لجنة العلوم والتكنولوجيا في مجلس اللوردات تشير إلى أن النظام التأشيري في البلاد يحتاج إلى إعادة تقييم، حيث أصبحت تكاليف الهجرة في المملكة المتحدة أعلى بـ 17 مرة من الدول الأخرى الرائدة في مجال العلوم.
الحاجة إلى إصلاح معايير المؤهلات
تشير التطورات العالمية إلى تحول كبير في كيفية تقييم المؤهلات. الدول الأوروبية الرائدة بدأت تدرك أن المهارات والخبرة العملية قد تكون أكثر موثوقية من المؤهلات الأكاديمية التقليدية، حيث تتضمن السياسات الجديدة بدائل تمكن العمال من إثبات كفاءاتهم بدون الحاجة إلى وثائق أكاديمية دقيقة. فمثلاً، تقدم بطاقة الزرقاء الأوروبية فرصاً للأفراد ذوي المهارات العالية وهي مرنة بما يكفي لتقدير الخبرة العملية بدلاً من المؤهلات الأكاديمية التقليدية. على المملكة المتحدة أن تتبنى نماذج مماثلة لتوسيع نطاق فرص العمل للمهنيين ذوي المهارات العالية.
تقليل تكاليف الهجرة لجعلها تنافسية
تعاني المملكة المتحدة من تكاليف تأشيرة مرتفعة تُعتبر بمثابة ضرر ذاتي على المستوى الوطني، وفقًا لما تم الإشارة إليه في تقارير لجنة اللوردات. بالمقارنة، تقدم دول مثل كندا وألمانيا تكاليف منخفضة للمهاجرين المهرة، حيث يتحملون مسؤولية نفقات تجديد التدريب والتأهيل للمهاجرين. إذا تم تخصيص بعض الإيرادات المرتفعة من تأشيرات الهجرة لتدريب المواطنين البريطانيين في مجالات العلوم والتكنولوجيا، فستكون هذه التكاليف مبررة.
الابتكار في مسارات التنقل القصير الأمد
تسعى الشركات في مجالات العلوم والصناعات الدوائية إلى الحصول على مزيد من مرونة في التوظيف، خاصة فيما يتعلق بالتنقل القصير الأمد. حيث وضعت دول مثل الدنمارك وفرنسا مسارات عمل قصيرة الأمد تحسن من كفاءة استقطاب الكفاءات، مما يتيح للخبراء الأجانب إجراء أنشطة بحثية أو استشارية دون الحاجة إلى تأشيرات عمل كاملة. تعتبر الإجراءات الحالية في المملكة المتحدة غير مناسبة، حيث تفرض قيودًا صارمة على العمل المدفوع للأجانب.
أهمية التكيف والتكيف السريع
للحفاظ على جذب العقول اللامعة، يجب أن تتخذ السياسات في المملكة المتحدة خطوات جريئة وسريعة. يجب أن تُعدل متطلبات المؤهلات لتكون أكثر شمولية، ينبغي أيضًا خفض تكاليف الهجرة أو توضيح فائدتها الفعلية، بالإضافة إلى توفير مسارات تنقل مرنة تعمل على تسريع عملية جذب الأكفاء. المملكة بحاجة إلى جذب الاستثمار والأفكار المتجددة من أجل ضمان استمراريتها كوجهة مفضلة للكوادر في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
النظر إلى المستقبل: التوجه نحو التغيير
من أجل تعزيز قدرة المملكة المتحدة التنافسية في مجالات العلوم والتكنولوجيا، يتوجب على صانعي السياسات التحرك بسرعة وفعالية. يجب أن يُغرس في النظام الأساسي القيم الأساسية التي تقود إلى تحسين المناخ التنافسي للمواهب في هذه المجالات الحيوية، مما يساهم في دفع عجلة الابتكار والنمو في الاقتصاد البريطاني.
