2025-03-27 19:34:00
أحدث أولويات رئيس وزراء مقاطعة كيبيك، فرانسوا لوغو، من خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده مؤخراً، عرضًا شاملاً لمشاكل الهجرة والاقتصاد التي تشكل محور اهتماماته قبل الانتخابات الفيدرالية. تسلط هذه الأولويات الضوء على القضايا الحيوية التي تواجه المقاطعة وتؤثر على هويتها الوطنية وازدهارها الاقتصادي.
### التحديات المرتبطة بالهجرة
يعتبر لوغو أن الزيادة الكبيرة في أعداد المهاجرين في السنوات الأخيرة تتجاوز قدرة كيبيك على استقبالهم. أشار إلى أن هذا الارتفاع يتسبب في ضغط متزايد على خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية. تُعد هذه المشكلة أيضًا عقبة أمام الجهود الرامية إلى الحفاظ على اللغة الفرنسية، التي تتعرض للتهديد بفعل هذه الزيادة. إذ يرى لوغو أن العدد الكبير من المهاجرين يؤثر سلبًا على مستقبل اللغة والثقافة في المقاطعة.
طلبت حكومة كيبيك من الأحزاب الفيدرالية الالتزام بتقليل عدد المهاجرين المؤقتين في المقاطعة، حيث تسعى إلى تخفيض هذا العدد من 400,000 إلى 200,000 خلال الثلاث سنوات القادمة. يهدف هذا الطلب، في جوهره، إلى ضمان القدرة على دمج المهاجرين الجدد بسهولة أكبر ودعم البنية التحتية الموجودة.
### التعاون مع الأحزاب الفيدرالية
خلال ظهوراه الإعلامي، تمثلت إحدى أهم التصريحات في ضرورة تعاون الأحزاب الفيدرالية مع حكومة كيبيك لتحقيق هذه المطالب. من جهته، أكد زعيم الحزب المحافظ، بيير بولييف، التزامه بالعمل مع المقاطعة للحد من عدد العمال المؤقتين وطالبي اللجوء. لكن لوغو لم يحدد أي مرشح سياسي يعتبره الأنسب لقيادة الحكومة القادمة، وأبدى آماله في أن يلبي جميع القادة الموجودين في الساحة متطلبات كيبيك.
### التأثيرات الاقتصادية والحروب التجارية
تتفاقم المشكلات الاقتصادية بفعل التهديدات المتزايدة من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي أعلن عن فرض رسوم بنسبة 25% على قطاع السيارات. قد يترك هذا القرار أثرًا كبيرًا على تجارة كيبيك، حيث يشير لوغو إلى أن المئات من الوظائف يمكن أن تكون في خطر نتيجة لذلك.
للتغلب على آثار هذه الحماية التجارية، عرضت حكومة كيبيك ميزانية تضمنت نحو 165 مليار دولار، مع تخصيص 12.3 مليار دولار لتحفيز خلق الثروة ودعم الأعمال. يتضمن هذا التمويل تحسين قدرة الشركات على التكيف مع التعريفات الجديدة وتوسيع أسواقها بعيداً عن الولايات المتحدة.
### دعم الأعمال المحلية وتوجهات المستقبل
من أجل حماية مصالح التجارة في كيبيك، أعرب لوغو عن رغبته في أن تُمنح المقاطعة القدرة على تعيين ممثل في أي وفد كندي يشارك في المفاوضات المستقبلية. يُعد تعزيز التجارة داخل كندا وإزالة الحواجز التجارية بين المقاطعات جزءاً من استراتيجيات لوغو لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة.
يُظهر أيضًا اهتمام حكومة كيبيك بالسوق الأوروبية كجزء من جهودها لتنويع خياراتها التجارية ودعم النمو الاقتصادي. يستعد لوغو لاستكشاف الفرص المتاحة في الأسواق الأوروبية، في حين يدرك أن الوضع الجيوسياسي المتغير قد يتطلب من كندا زيادة إنفاقها الدفاعي بشكل كبير.
تمثل تصريحات لوغو والتحركات السياسية السابقة محاولة للتكيف مع التحديات الحالية، في إطار جهود تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وازدهار كيبيك.
