2025-04-01 12:42:00
أزمة الهجرة في البحر الأبيض المتوسط
تشهد منطقة البحر الأبيض المتوسط تزايدًا مستمرًا في تدفقات المهاجرين، حيث تستمر كل من إسبانيا وإيطاليا في مواجهة تحديات كبيرة بسبب الهجرة غير النظامية. في الربع الأول من عام 2025، تمكنت إسبانيا من تسجيل تدفق قدره 11,998 مهاجرًا، مما يمثل انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 25.8% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. ويعود هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها التغيير في سياسات الهجرة والتعاون مع دول المصدر.
إحصاءات الهجرة إلى إسبانيا
وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية، استقبلت البلاد 11,609 مهاجرين عبر البحر، وهو أقل بنسبة 24.4% مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي. هذا التراجع تم تحقيقه من خلال عدد أقل من القوارب، حيث تم استخدام 280 قاربًا، أي 75 قاربًا أقل مقارنة بعام 2024. التوجهات نحو جزر الكناري تُشير إلى وصول 9,424 مهاجرًا، بتراجع قدره 28%، مما يعكس تحديات إضافية تواجهها هذه المنطقة.
الوضع في إيطاليا
على النقيض من إسبانيا، شهدت إيطاليا زيادة غير متوقعة في عدد المهاجرين رغم زيادة القيود الحكومية. إذ استقبلت البلاد خلال نفس الفترة 9,215 مهاجرًا، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 19.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وكذلك انخفاضًا كبيرًا عن أرقام 2023. وقد ساهمت السياسات الحكومية التي اتبعتها إدارة جورجيا ملوني في الحد من عدد المهاجرين، من خلال اتفاقيات مع دول مثل تونس للسيطرة على الحدود.
العوامل المؤثرة على الهجرة
تتسبب آثار الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في دول المصدر في زيادة أعداد المهاجرين. تسعى الحكومات الأوروبية، ولا سيما إسبانيا وإيطاليا، إلى تدعيم حدودها من خلال تدابير أمنية وتعاقدات مع دول أخرى. هذه الممارسات تنعكس في انخفاض أعداد القادمين عبر الطرق البحرية والبرية، ومع ذلك، فإن تدفّق المهاجرين ما زال يمثل تحديًا مستمرًا.
تباين الاتجاهات في الهجرة
بينما تتجه إسبانيا نحو انخفاض الأعداد، تستمر إيطاليا في استيعاب أعداد كبيرة من المهاجرين، مما يشير إلى تفاوت كبير في استجابة الدولتين للأزمات الجنوبية. الأساليب المختلفة المتبعة من قبل كل حكومة تؤثر بشكل كبير على توجهات الهجرة. حيث تسعى إسبانيا للاستفادة من برامج التعاون، بينما تعتمد إيطاليا على السياسات الأكثر تقييدًا.
المهاجرون غير المصحوبين
في إيطاليا، سجل عدد المهاجرين القاصرين غير المصحوبين انخفاضًا ملحوظًا في 2025، حيث تم استقبال 1,149 من هؤلاء القاصرين، مقارنة بالسنوات الماضية حيث كانت الأعداد تصل إلى الآلاف. تعكس هذه الأرقام السياسة الصارمة التي تتبناها إيطاليا.
السياق العام
على العموم، يمثل وضع الهجرة في إسبانيا وإيطاليا صورة مصغرة للأزمات الأوسع في أوروبا. تحتاج التعاملات الحكومية والمجتمعية إلى المزيد من التعاون والتفهم للحد من هذه الظواهر وتقديم الدعم للمهاجرين.