إيطاليا

لا تكفي الهجرة لتعويض تراجع المواليد في إيطاليا

2024-10-29 03:00:00

تراجع معدلات الولادات في إيطاليا: تحليل العوامل

تمثل إيطاليا واحدة من الدول التي شهدت انخفاضاً ملحوظاً في معدلات الولادات خلال العقدين الماضيين. وبحسب أحدث البيانات، تواصل معدلات الإنجاب تراجعها، مما يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب والنتائج المحتملة. من المهم استكشاف الأرقام والحقائق التي تعكس الوضع الديموغرافي في البلاد.

الإحصائيات السكانية: تراجع واضح

تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نسبة المواليد الجدد من أبوين أجنبيين قد توقف عن النمو في السنوات الأخيرة. بعد أن ارتفعت هذه النسبة من 16.8% في عام 2008 إلى 22% في عام 2018، شهدت انخفاضاً طفيفاً لتصل إلى 21.3% في العام الماضي. بينما وُلد 78.7% من الأطفال من أبوين إيطاليين بالكامل، فإن المواليد من أبوين أجنبيين يمثلون نحو 13.5%، وهو أقل من العقد الماضي.

الانخفاض المستمر في معدلات الولادات

تستمر إيطاليا في مواجهة أزمة ديموغرافية واضحة، حيث انخفض عدد المواليد في عام 2023 ليصل إلى 379,890، أي بتراجع نسبته 3.4% مقارنة بالعام السابق، و26.1% مقارنة بعام 2014. كما تراجع المعدل الإجمالي للخصوبة من 1.44 في عام 2008 إلى 1.2 في العام الماضي، مما ينذر بدخول البلاد في دائرة مغلقة: كلما انخفض عدد المواليد، قل عدد الأمهات المستقبليات.

ولادة الأطفال: التغير في الأنماط

لم يعد صحيحاً اعتبار أن المشكلات تتعلق بنقص عدد الأطفال الثاني والثالث، إذ تشير البيانات إلى أن انخفاض الولادات يتجاوز ذلك. فقد انخفض عدد المواليد الأول بشكل ملحوظ منذ عام 2014. ففي حين كانت الولادات الأولى مستقرة قبل ذلك، تراجعت بنسبة تصل إلى 30.4% مقارنة بعام 2003، ما يبرز صعوبة التحفيز على الإنجاب حتى بالنسبة للمواليد الأوائل.

التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية

مع زيادة نسبة النساء اللاتي لم ينجبن من قبل، يزداد القلق بشأن المستقبل الديموغرافي. وفقًا للخبير الديموغرافي غيانبييرو دالا زوانا، من المتوقع أن ترتفع نسبة النساء اللاتي لن ينجبن أبداً إلى 28% بحلول عام 2035، مما يشير إلى أن التحفيز الفعال قد لا يكون كافياً لزيادة معدلات الإنجاب.

  "المهاجرون غير الشرعيين في إيطاليا قد يتم نقلهم إلى ألبانيا" – alanews

الهجرة كحل أم واقع مؤلم؟

بينما تعزز النقاشات العامة حول الهجرة كوسيلة لتعويض انخفاض الولادات، فإن الأرقام تشير إلى اتجاهات مقلقة. انخفض معدل الخصوبة بين النساء المهاجرات بشكل أسرع مما حدث بين الإيطاليين، حيث انخفض من 2.79 طفل لكل امرأة في عام 2006. الحصيلة الحالية تبلغ 1.79، مع تباينات واضحة بين المناطق.

الفوارق الجغرافية في معدلات الخصوبة

تظهر الفوارق الجغرافية بشكل ملحوظ بين الشمال والجنوب في إيطاليا. على الرغم من تحسن مؤشرات العمل في المناطق الغنية، إلا أن معدلات الإنجاب تراجعت بشكل أكبر. بينما توقعت العديد من الدراسات أن مراحل التطور الاقتصادي تؤدي إلى زيادة الخصوبة، تشير الأرقام إلى عكس ذلك، حيث انخفضت معدل الخصوبة بشكل أكبر في المناطق المتقدمة.

التركيز على الحلول التكنولوجية

بدلاً من الاكتفاء بالبحث عن وسائل لتحفيز الولادات، قد يكون من الضروري التفكير في استراتيجيات تكيف جديدة لمواجهة آثار تراجع عدد السكان. يمكن استخدام التكنولوجيا لمواجهة التحديات اليومية الناجمة عن انخفاض عدد السكان وتنوع القوى العاملة، مما يجعل من الضروري إعادة التفكير في استراتيجيات التنمية والتخطيط الاجتماعي.

توجهات الخصوبة والإنجاب في إيطاليا تطرح تساؤلات هامة حول المستقبل، بعيداً عن الحلول المعتادة التي تتمحور حول الهجرة.